أسباب سكري الحمل
على الرغم من أنّ سبب سكري الحمل ليس معروفًا على وجه التحديد، إلّا أنّ هناك بعض النظريات التي تحاول تفسير حدوث سكري الحمل، ومن بين هذه النظريات تلك المتعلقة بالهرمونات ذات التأثير المُضاد للإنسولين والتي تنتجها المشيمة لدعم نمو الجنين، ومن هذه الهرمونات: هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، وهرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، ومحفز الإلبان البشري المشيمي (بالإنجليزية: Human placental lactogen)، وتكمن المشكلة في أن هذه الهرمونات يمكن أن تعيق عمل هرمون الإنسولين في جسم الأم، فيما يُعرف بمقاومة الإنسولين، ويبدأ عادةً تأثير هذه الهرمونات بعد مرور 20 إلى 24 أسبوعاً من الحمل، وفي محاولة من الجسم للتغلب على هذا الأمر فإنّه يزيد من إفراز البنكرياس للإنسولين إلى نحو قد يصل إلى ثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية بهدف الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم، ويحدث سكري الحمل عندما لا يكون إنتاج الإنسولين كافياً للتغلب على تأثير هرمونات المشيمة المضادة للإنسولين، وفي سياق الحديث عن الهرمونات ذات التأثير المُضاد للإنسولين، يُشار إلى أنّ الهرمون المُحفز للإلبان البشري المشيمي يُمثل هرمونًا يُشبه في تأثيره هرمون النمو، ويعمل هذا الهرمون على تنظيم عملية التمثيل الغذائي لدى الأم وخاصة عمليات مُعالجة الكربوهيدرات والدهون، ويُسبّب هذا الهرمون تقليل حساسية خلايا الجسم للإنسولين ممّا يُسبّب ارتفاعًا في مستوى سكر الجلوكوز في الدم لدى الأم، ومن الهرمونات الأخرى هرمون النمو المشيمي (بالإنجليزية: Human placental growth hormone)، وهو أحد الهرمونات التي تنتجها المشيمة بعد 15 أسبوع من الحمل ويُساهم أيضاً في ارتفاع مستويات الجلوكوز في دم الأم، ومن الجدير بالذكر أنّ ارتفاع مستوى السكر في دم الأم يُمكّن من حصول الطفل على العناصر الغذائية التي يحتاجها بما في ذلك حاجته من الجلوكوز الإضافي في الدم.
مع نمو المشيمة وزيادة إنتاجها من الهرمونات فإنّها تزيد من احتمالية تطوّر ما يُعرف بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance)، وتتمثل هذه الحالة بعدم قدرة خلايا الجسم على الاستجابة بشكلٍ جيد للإنسولين ممّا يُفقدها القدرة على الاستفادة من استخدام الجلوكوز في الدم للحصول على الطاقة، ونظراً لارتفاع مستوى السكر في الدم، يزداد إنتاج هرمون الإنسولين من البنكرياس، ويجدُر بالذكر أنّ جميع حالات الحمل لديها درجة من مقاومة الإنسولين وذلك من أجل إتاحة المواد الغذائية الموجودة في مجرى دم الأم للجنين المتنامي للاستفادة منها، ومن العوامل الأخرى التي تُساهم في ارتفاع متطلبات الإنسولين أثناء الحمل هو إنتاج إنزيم الأنسوليناز (بالإنجليزية: Insulinase) من قِبل المشيمة، ومما تجدر الإشارة إليه أنّ مستويات هذه الهرمونات التي تحدثنا عنها سابقاً تنخففض بسرعةٍ بعد الولادة لتعود إلى مستوياتها الطبيعية قبل الحمل، وينتج البنكرياس كميات كافية من الإنسولين ممّا يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر وعودته إلى مستوياته الطبيعية.
عوامل خطر الإصابة بسكري الحمل
تعدّ بعض النساء أكثر عُرضة للإصابة بسكري الحمل أكثر من غيرهن من النساء، إلّا أنّ بعض النساء المصابات بسكري الحمل ليس لديهن عوامل خطر معروفة، ومن بين العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسكري الحمل ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 diabetes).
- زيادة الوزن أو السمنة.
- الإصابة بسكري الحمل في الأحمال السابقة.
- إنجاب طفل يزيد وزنه عند الولادة عن 4.5 كيلوغرام في السابق.
- تطوّر مضاعفات في الحمل السابق.
- الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome).
- استخدام أنواع مُعينة من الأدوية؛ مثل الهرمونات القشرية السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoids) المُستخدمة لعلاج الربو أو أمراض المناعة الذاتية، أو حاصرات مستقبلات البيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers) المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو تسارع ضربات القلب، أو الأدوية المُضادة للذهان (بالإنجليزية: Antipsychotic drugs) المستخدمة لعلاج الأمراض النفسية.
- المُعاناة من الاستسقاء السلوي (بالإنجليزية: Polyhydramnios) وهي حالة طبية تتميز بوجود سوائل إضافية حول الجنين.
- زيادة حجم الجنين بحيث يظهر أكبر من الطبيعي أثناء تصوير الجنين.
- النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 25 عاماً أثناء الحمل.
- النساء الأمريكيات الأصل، أو النساء الأمريكيات من أصل إسباني أو أفريقي، أو النّساء من جنوب شرق آسيا أو جزر المحيط الهادئ.
- إنجاب طفل في السابق لديه عيب خلقي.
- وجود حالات من الإجهاض غير المبرر أو ولادة جنين ميت (بالإنجليزية: Stillbirth).
- زيادة الوزن بشكلٍ كبير أثناء الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الحمل المتعدد؛ أيّ الحمل بتوأم أو أكثر.
- التدخين.
- وجود فترة قصيرة تفصل بين الأحمال المتتابعة.
- الإصابة بمقدمات السكري أو مرحلة ما قبل السكري (بالإنجليزية: Prediabetes) قبل الحمل، وهي حالة تتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم فوق المستويات الطبيعية إلا أنّها لم تصِل للمستويات التي تُمكّن من تشخيص المرأة بمرض السكري.
- التزام الراحة التامة في السرير، وعدم ممارسة الرياضة، وتدني النشاط البدني.
ملخص حول سكري الحمل
يعدّ سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes) أحد أنواع مرض السكري، ويتمّ تشخيصه لأول مرة أثناء الحمل لدى النّساء اللاتي لم يُصبن بمرض السكري قبل الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ الحامل قد تُعاني من سكري الحمل عدّة مرات خلال الأحمال المتعددة والمتلاحقة، ويتمثل سكري الحمل بارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في مجرى الدم بحيث تتجاوز المعدل الطبيعي، ومن الجدير ذكره أنّ سكري الحمل يتطوّر عادةً خلال الثلث الثاني من الحمل.
وفي الحقيقة يوجد في الجسم آلية لتنظيم مستوى السكر في الدم، وحول ذلك يُشار إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات حيثُ يتم تحويلها في الجهاز الهضمي إلى سكر الجلوكوز الذي يتم امتصاصه إلى مجرى الدم، ومن الجدير ذكره أنّ تنظيم مستوى السكر في الدم يتمّ من خلال هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) الذي ينتجه البنكرياس، إذ يعمل هذا الهرمون على نقل السّكر إلى جميع خلايا الجسم -لتستخدمه كمصدر للطاقة – ممّا يساهم في خفض مستويات السكر في الدم، وفي حال عدم وجود كمياتٍ كافية من الإنسولين فإنّ ذلك يحول دون نقل الجلوكلوز الزائد إلى الخلايا واستخدامه كمصدر للطاقة، وبالتالي ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم
المصدر: موقع موضوع