كشف الدكتور عمرو الدميري، مدرس واستشارى جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ”اليوم السابع”، عن أنه تم إجراء جراحة نادرة لطفلة 4 سنوات كانت تعانى من أندر أنواع السرطانات، التي تصيب الرئة بالمعهد القومى للأورام، حيث كان الورم يبلغ حجمه 20 في 35 سم أى يحتل حوالى معظم مساحة القفص الصدري.
وأضاف الدكتور الدميرى أن قصة الجراحة بدأت عندما تم دخول الطفلة 4 سنوات أحد المستشفيات بأحد المحافظات، وتم إجراء جراحة بالتجويف الصدرى الأيسر واستئصال أجزاء من الورم وليس استئصالاً جذريًا كاملاً ما أدى إلى كبر حجم الورام بضعف حجمه الأصلى، موضحًا أن الطفلة كانت تعانى من ورم سرطانى نادر بالرئة والتجويف الصدرى والذى يطلق عليه “بلاستوما”.
وأكد أن الطفلة تلقت بعد الجراحة ما يقرب 12 جرعة كيماوي، بالإضافة إلى أن العملية التي أجريت لها أدت إلى مزيد من الالتصاقات بين الورم والرئة والقلب والحجاب الحاجز والشرايين الرئيسية بالتجويف الصدرى.
وذكر أن الطفلة تم تحويلها للمعهد القومى للأورام، وتم إجراء الفحوصات العاجلة لها، وتم شرح وضعها الطبي لأهل الطفلة، لأنه لا يوجد لها سوى الحل الجراحى في محاولة أخيرة لاستئصال الورم جذريا وبما يحمل من مضاعفات خطيرة للمريضة أثناء وبعد الجراحة، وتم إجراء التدخل الجراحى حيث إن الورم ملتصق بكل الأعضاء الحيوية والشرايين الرئيسية بالتجويف الصدرى، مضيفًا أنه بعد جراحة استمرت 4 ساعات تم استئصال الورم بالكامل مع جزء من الرئة اليسرى وجزء من غشاء التامور المغطى للقلب وجزء من الحجاب الحاجز مع تأمين كل الشرايين الرئيسية مثل الشريان الأورطى والشريان الرئوي، موضحًا أن حجم الورم كان حجمه 20 في 25 سم في طفلة 4 سنوات حيث أن الورم كان يحتل معظم التجويف الصدرى.
وأوضح، أنه قد تم العمل على إفاقة الطفلة من البنج الكلى فورا بعد العملية على خير وجه، حجز المريضة بالرعاية المركزة لمدة يوم ثم بالقسم الداخلى لمدة 4 أيام، وكانت فترة اقامتها بالمستشفى مستقرة بدون حدوث أى مضاعفات ملحوظة حتى خروجها في اليوم السادس للعملية، واتضح خلال التحليل الباثولوجى للورم بعد العملية إنه من النوع “البلاستوما”، وهو من أنواع السرطانات الشرسة التي تصيب الأطفال في سن صغير وينتشر بسرعة عنيفة أن لم يتم التدخل الجراحى بصورة عالجة ودقيقة، وتم متابعة الطفلة على أكمل وجه بالعيادات الخارجية، حيث أن حالتها حاليا مستقرة ويتم متابعتها بالاشعات والفحوصات، واظهرت التحاليل والاشعات إن الطفلة شفيت تماما وأصبحت خالية من السرطان، دون الحاجة لخضوعها للعلاج الاشعاعى او الكيمياى بعد الجراحة.
وأضاف، أن الأورام السرطانية “البلاستوما”، هي من أندر الأنواع التي تصيب الرئة، وياتى نتيجة التغيرات الجينية أثناء الحمل وتحدث تغيرات جينية بالخلايا بعد الولادة تظهر على شكل أورام سرطانية، ويؤدى الى ظهور أورام سرطانية خلال أول 5 سنوات من عمر الطفل، موضحًا أن العلاج الأساسى لهذا النوع من السرطان هو الاستئصال الجراحى الجذرى، وذلك لضعف استجابة هذه الأورام للعلاجات الأخرى مثل العلاج الكيميائى والإشعاعى، كما لا يوجد علاجات أخرى لهذا النوع من السرطان.